Search This Blog

Sunday, February 06, 2011

شرعية الثورة


لم أخرج في مسيرات الحرية التي أشعلت هذه الثورة مثلى مثل أي شاب أخر لكي أتفاوض مع نظام فقد شرعيته مسبقا و قد أعلنت هذه الثورة سقوط شرعيته و جعلت الشعب طوّاقا إلى واقع جديد بلا أقنعة و لا خوف، واقع يستند إلى الحرية و التمثيل السياسي و الاجتماعي الحقيقيين دعائم له.

لما هي ثورة إذا كان الهدف هو الإصلاح و ليس التغيير و لما هي ثورة إذا كان الهدف هو وعد ممن لا وعد له بعدم الترشح حين يكمل فترته التي أغتصبها من هذا الشعب، لماذا التفت كل طبقات الشعب و فئاته على شعار واحد يلخص كل ما أتت هذه الثورة من أجله "الشعب يريد إسقاط النظام"، إن الوعود المهدئة و القمع التابع لها كانت و لا تزال هي طريقة النظام في خنق مطالب الشعب.

لا يمكن القبول بشئ غير إسقاط هذا النظام ولا يمكن إسقاطه بالتفاوض معه، هل يمكن أن تفاوض نظام حول إمكانية سقوطه؟! لا يمكن القبول باستبدال أشخاص و الانصياع إلي أحزاب شكلية غير مؤثرة أعطت شرعية مزيفة لنظام جثم على صدورنا بالظلم و القمع و الاستبداد، ليس من المقبول أن يضع كل هؤلاء المصريون حياتهم على المحك و لا أن يضيع دم من فقدانهم بهدف أن يُعدِل دستور مهلهل دكتاتوري ثار الشعب ضده مجلس تشريعي مزور مشبوه و من أعضاءه من قاد و موّل أعمال البلطجة ضد هذه الثورة، ولا يعقل أن يتم أنتخاب رئيس الجمهورية على أساس الدستور نفسه و هو ما تؤدى إليه المفاوضات الجارية بين أطراف لا تعى معنى الثورة و فقط ترى الإصلاح غاية لم يمكن لبعضهم إدراكها سابقا، أن الشرعية الوحيدة هي شرعية تستند إلى الشعب و ليس شرعية تمكن النظام من استرجاع ما فقده، الشرعية الأن هي شرعية الثورة و هي الشرعية التي يجب أن تحركنا، لا تفاوض إلى بعد الرحيل و هو التفاوض الذي يجب أن يكون محوره كيفية أنتقال السلطة و ليس حول المطالب الشعبية للثورة، أن المفاوضات الجارية هي ألتفاف من النظام و المعارضين الذين تمكنوا دائما من التعايش الأمن معه حول مطالب ثورة الشعب و هو الشعب الذي لا يمثله هؤلاء المعارضون المصابون بالشيخوخة الفكرية كما النظام.

أن المشكلة هي عدم إفراز هذه الثورة العفوية لقيادة و عدم نضجنا السياسي لتراكم ثقافة القمع و الثقافة الفردية بما سمح لأشخاص و أحزاب فقدت مصداقيتها مع إهدارها كل تطلعاتنا عبر السنين الكثيرة بشق صفنا من أجل تملق نظام أيل للسقوط لكونهم غير مدركون ماهية الثورة و خائفون من أن يقوى النظام ثانية، يجب أن نتوحد حول قيادة من الثورة نفسها غير مهتمين بالسن و الخبرة التي أُكتسبت و ستكتسب من العمل الميداني و إن تقبل هؤلاء الحكماء القابلين للحياة مع أي نظام قيادتنا فأننا نقبل باستشارتهم، ويجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الثورة بدأت كانتفاضة شبابية و تطورت إلى ثورة شعبية فيجب إشراك هذه الجموع في العملية الجارية و ليس تهميشهم، إن علينا إكمال هذه الثورة حتى و إن أختار الجيش الوقوف ضدنا و أن لا نتوقف حيث أننا و بكل بساطة أظهرنا قوتنا ولكننا لم نجنى ثمارها.

علينا الإبقاء على الاعتصام في ميدان التحرير بكل السبل و لكن يجب أن نتحرك في نطاق الثورة و ليس الاعتصام، علينا أن نملأ مصر بمسيراتنا و أن نحرك ما يطلقون عليه الأغلبية الصامتة، علينا التصعيد الدائم و فعل ما هو مفاجئ و ما من شائنه إضعاف مؤسسات النظام وهو ما يتضمن تثوير النقابات و الإعلام.

No comments: